أسعد بتقديم التقرير المتواضع التالى
حصريا بأكبر كمية من المعلومات و الصور و شهادة شهود عيان
قمت بجمعها على مدار ثلاثة اشهر و أتمنى ان ينال التقرير رضاكم
قصر البارون امبان
القصر الذى لا تغيب عنه الشمس
بارون قاسي وطبعه غريب ...... حوادث موت غريبة ...... قصر ضخم بسراديب سرية
قصر أثري بالغ الروعة والجمال يقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة بجمهورية مصر العربية وفي شارع العروبة تحديداً على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي ويشرف القصر على شارع العروبة وابن بطوطة وابن جبير وحسن صادق• صممه المعماري الفرنسي Alexandre Marcel ألكساندر مارسيل (1860 - 1928) وزخرفه Georges-Louis Claude جورج لويس كلود (1879 - 1963 ) واكتمل البناء عام 1911[/color]
شيده المليونير البلجيكي البارون ادوارد إمبان (20 سبتمبر 1852 - 22 يوليو 1929)، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد قليل من افتتاح قناة السويس، حيث بقى في مصروعشق الرجل مصر لدرجة الجنون واتخذ قرارا مصيريا بالبقاء في مصر حتى وفاته.. وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها! ...اختار مكاناً صحراوياً (في ذلك الوقت) لبناء قصره في وسط ضاحية مصر الجديدة التي أنشأنها بالقرب من القاهرة العاصمة والسويس كذلك، فوقع اختياره على تصميم مهندس فرنسي يدعى ألكسندر مارسيل الذ ي كان يعرض تصميم لقصر يتبنى الطرازين الأوروبي والهندي في معرض هندسي في باريس عام 1905 حيث أعجب به البارون واشتراه ليكون من أولى البنايات التي زينت صحراء مصر الجديدة في عام 1911 حيث جمع في تصميمه بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمي إلى قصر عصر النهضة خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمي إلى الطراز الكمبودي بقبته الطويل المحلاة بتماثيل بوذا، وقد جلب رخام القصر من إيطاليا والكريستال من تشيكوسلوفاكيا ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 12,500 ألف متر وانتهى بناء القصر عام 1911.
تحفة معمارية فريدة من نوعها على اعتبار أنه القصر الوحيد في العالم الذي لاتغيب عنه الشمس طوال النهار، وتم ذلك بتشييد قاعدته الخرسانية على رولمان بيلي تدور على عجلات بحيث يلف القصر بمن فيه (كل ساعة) ليرى الواقف في شرفته كل ما يدور حوله ويتبع الشمس في دورانها على مدار ساعات النهار.
زود القصر بالخدم والحشم وابتدأت فيه حفلات السهر والسمر وارتاده رواد المجتمع الذين كانوا محور حفلاته حتى وفاة البارون في بلجيكا سنة 1929 بمرض السرطان.
من هو البارون إمبان
البارون إمبان ، إدوارد لويس جوزيف إمبان - Édouard Louis Joseph Empain, Baron Empain - (سبتمبر 1852 - 22 يوليو 1929).
مهندس ومؤسس مشاريع ومالي وصناعي بلجيكي ثري بالاضافة إلى أنه عاشق للآثار المصرية. بدأ العمل مع أخوه البارون فرانسوا إمبان Baron François Empain وعدد أخر من أفراد أسرته وحققوا نجاحات كبيرة وثروات هائلة في مجال عملهم في إنشاء المشاريع وخاصة مشاريع مد خطوط السكك الحديدية والترام أو المترو وكذلك الإنشاءات. حصل على لقب بارون عام 1907 وتوفي في بلجيكا ودفن في مصر أسفل كنيسة البازليك الموجودة حالياً في مصر الجديدة. وكانت وفاة البارون بمرض السرطان . قام بإنشاء ضاحية مصر الجديدة قصر البارون وانتهى العمل به عام 1911 .
بدايته
بدأ عمله كرسام هندسي في شركة للتعدين وهي سوسيتيه ميتالورجيك (Société métallurgique) وفي عام 1878 دخل في صناعة إنشاءات السكك الحديدية حينما لاحظ أن السكك الحديدية والمواصلات في الريف بشكل عام ليست على المستوى المطلوب - في ذلك الوقت.
وبعد النجاح في بلجيكا بخط سكك حديدية ( Liege-Jemeppe) ، قامت شركاته بتطوير خطوط سكك حديدية في فرنسا وبالتحديد مترو باريس حيث حصل على لقب بارون لقاء عمله هذا.
وبسبب تلك المشروعات شعر بأنه يعتمد أكثر من اللازم على البنوك والمصارف الخارجية لإتمام مشاريعه الصناعية ، فقام في عام 1881 بتأسيس مصرفه الخاص لتمويل مشاريعه ، والذي أصبح فيما بعد البنك الصناعي البلجيكي ("Banque Industrielle Belge").
وخلال عقد التسعينات بعد عام 1890 توسعت شركته في إنشاء خطوط الترام في العديد من العواصم الأوروبية وغيرها منها أوروبا وروسيا والصين و الكونغو البلجيكية - مستعمرة في ذلك الوقت - والقاهرة. كما قامت شركته بإنشاء العديد من شركات الكهرباء لإمداد الطاقة اللازمة لخطوط الترام التي كان ينشئها في مختلف العواصم.
في مصر
وصل البارون إمبان إلى مصر في يناير 1904 بنية إنقاذ أحد مشروعات شركته وهو انشاء خط سكة حديدية يربط بين المنصورة والمطرية (مدينة على شاطئ بحيرة المنزلة - بورسعيد) ، وعلى الرغم من فقدان المشروع في ذلك التنافس ، والذي قام به البريطانيون بدلاً من شركته ، إلا أنه ظل في مصر ولم يرحل منها. وهناك قول أخر- من مصادر أجنبية – أن سبب استمراره في مصر هو حبه لسيدة وهي Yvette Boghdadli إيفيت بغدالدي بينما تشير المصادر العربية إلى أن حبه لمصر هو سبب بقاؤه.
شركة مصر الجديدة
وفي عام 1906 أسس شركته Heliopolis Oasis Company ( شركة واحة هليبوبوليس - شركة مصر الجديدة للأسكان و التعمير حالياً ) والتي قامت بشراء مساحة كبيرة من الصحراء من الحكومة الاستعمارية البريطانية في ذلك الوقت - في منطقة مصر الجديدة الحالية - مساحتها 25 كلم مربع في شمال غرب القاهرة - (ويقال على بعض المواقع العربية أنه أشترى الفدان الواحد بجنيه مصري وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت). وبدأ بين عامي 1906 - 1907 في بناء ضاحية مصر الجديدة واختار لهأ اسم (هليوبوليس ) أي مدينة الشمس حيث إن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو ما زال يعمل حتى الآن وأخذ اسم المدينة مترو مصر الجديدة إذ كلف المهندس البلجيكي أندريه برشلو الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبني فندقاً ضخماً هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضم مؤخراً إلى قصور الرئاسة بمصر، التي أرادها أن تكون قاهرة جديدة راقية وهي كذلك بالفعل ، حيث كان بها جميع مرافق البنية التحتية اللازمة من كهرباء ومياة وصرف صحي وفنادق مثل فندق هليوبوليس بالاس ، بالاضافة إلى ملاعب الجولف ومضامير سباق الخيول والمنتجعات الراقية. وكانت هناك مساكن راقية للإيجار مصممة على تصاميم معمارية مبتكرة في ذلك الوقت - لازال الكثير منها باقياً إلى الآن وتشكل تراثاً معمارياً في حد ذاتها .
مصر الجديدة - حالياً أخر ميدان روكسى - جروبى
إفتتاح القصر
في يوم افتتاح القصر دعا البارون إمبان السلطان حسين كامل الذي انبهر عندما صعد إلى البرج ولم يصدق عينيه، فالقاهرة كلها أمامه، ورأى السلطان حسين أهرامات الجيزة من مكانه من فوق البرج.
وتملكت الغيرة من قلب سلطان مصر ورفض أن يكون في عاصمة ملكه ماهو أعلي وأجمل من قصره فأوحى للبارون أن يهدي القصر إليه ولكنه اعتذر في أدب جم فخرج السطان غاضبا ولم يجد البارون إمبان أمامه حلا سوي بناء قصر آخر مجاور لقصره وأهدائه لسلطان البلاد. ونفذ البارن إمبان الفكرة وبني قصرا ثانيا في زمن قياسي وأهداه للسلطان حسين كامل ولكن السلطات رفض الهدية وأصر علي أهدائه القصر الأصلي واعتبر إمبان خارجا علي طاعته، وأمام غضبة السلطان حزم البارون حقائبه وغادر مصر حتي تهدأ الأمور. بعد شهور قليلة تبدلت الاوضاع في مصر، وعاد البارون إمبان من جديد إلى مصر ثم كانت الفكرة التي طرأت على ذهن البارون وهو الإقتصادي الفذ، وهي إنشاء شركة واحة هليوبوليس التي أنشأ من خلالها ضاحية مصر الجديدة والتي أراد من خلالها إقامة مجتمع من المساكن للطبقة الأرستقراطية والجاليات الأجنبية خاصة البلجيكيين المقيمين بالقاهرة.
صورة نادرة للقصر بعد بنائة بفترة بسيطة مأخوذة من الجو
طريق العروبة أو صلاح سالم لا يزال تحت الأنشاء ( مدق )
وصف القصر
يقع القصر على مساحة 125 ألف متر، الذي استلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفيلة الهندية، والعاج ينتشر في الداخل والخارج، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية، أما داخل القصر فكان عبارة عن متحف يضم تحف وتماثيل من الذهب والبلاتين، كما ويوجد داخل القصر ساعة أثرية قديمة يقال أنها لا مثيل لها إلا في قصر باكنجهام الملكي بلندن توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة.
صنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر الأصلي حيث تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا، وزخارفه تتصدر مدخله تماثيل الفيلة كما تنتشر أيضاً على جدران القصر الخارجية والنوافذ على الطراز العربي وهو يضم تماثيل وتحفاً نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطوري.
ويتكون القصر من طابقين وبدروم (السرداب)، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من 4 طوابق يربطها سلم حلزوني تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام، وعلى درابزين (سور) السلالم نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت.
وقد صمم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبداً، واستخدم في بنائه المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري الذي يرى من في الداخل كل من في الخارج وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ماحوله في جميع الإتجاهات ، وكان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون أمبان ليتناول الشاي به وقت الغروب وكان حول القصر حديقة غناء بها زهور ونباتات نادرة كما يوجد بالقصر نفق يصل بين القصر والكاتدرائية العريقة "كنيسة البازيليك" الموجودة حتى الآن في آخر شارع العروبة الذي يوجد به القصر.
الطابق الأول
ويتكون الدور الأرضي من صالات ضخمة تحتوي على عدد كبير من الأبواب والشرفات. وفي قاعة المائدة توزعت رسوم مأخوذة من مايكل آنجلو ودا فينشي ورامبرانت وحمل كل ركن من أركان الأربعة عمودا يحمل تمثالاً رفيع الصنع من التماثيل الهندية الثمينة.
أما البدروم (السرداب)، فيضم مجالس واسعة، وأماكن إقامة الخدم، وأفراناً ضخمة، ومغاسل رخامية وتتصل غرفة بحجرة الطعام عن طريق مصعد غاية في الفخامة مصنوع من خشب الجوز.
وعلى جدران قاعة المائدة رسوم مأخوذة من مايكل أنجلو، وليوناردو دا فينشي، ورامبرانت وأرضيات الحجرات من الباركيه، وكل غرفة لها حمامها الخاص تكسو جدرانه بلاطات مصنوعة من الفسيفساء ذات الألوان الزرقاء البرتقالية والحمراء في تشكيلات لونية بديعة.
وبسلم رخامي مزين بدرابزين يضم تماثيل هندية صغيرة دقيقة الصنع والصنعة نصعد إلى الطابق الثاني الذي يتألف من صالة كبيرة و35 غرفة نوم لكل منها حمامها الخاص الذي تكسوه بلاطات من الفسيفساء.
الطابق الثاني
أما الطابق الثاني من القصر، فيحتوي على عدة غرف واسعة تطل على شوارع القصر الأربعة حيث يشرف القصر على شارع العروبة وابن بطوطة وابن جبير وحسن صادق. وفي هذه الغرف شرفات غطيت أرضها بالفسيفساء الملونة، كما توجد بكل شرفة مقاعد ملتوية لو جلس أحد على أي منها، أحاطت به التماثيل من كل جانب.
سطح القصر
أما سطح القصر الأسطوري، فقد كان أشبه بمنتزه تستخدم في بعض الحفلات التي يقيمها البارون، وجدران السطح عليها رسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافية، ويصعد إليه بواسطة سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر، فقد كان أشبه بكافيتريا كانت تضم موائد كبيرة وكانت جدران السطح مزينة برسوم نباتية وحيوانية.
برج القصر
أما برج القصر فإنه يتحرك ليدور حسب اتجاه الشمس، حيث إنه مثبت على قاعدة دوارة يديرها محركان، فتلف كل ساعة لفة كاملة، تجعل من يجلس بداخل هذا البرج يشاهد ما حوله دون أن يتحرك من مكانه وهو يستمتع بالهدوء والجمال.
التماثيل
التماثيل الموجودة بالقصر جلبها البارون إمبان من الهند حيث يوجد عدد من ثماثيل الفرسان المصنوعة من الرخام الأبيض وهي ذات ملامح رومانية تشبه فرسان العصرين اليوناني والروماني. ويوجد في يد كل منهم سيف وتحت قدمه رأس مقطوعة، بالإضافة إلى تماثيل الراقصات يؤدين حركات تشبه حركات راقصات الباليه بالإضافة إلى تماثيل الأفيال المنتشرة على مدرجات القصر وفي شرفات أبوابه.
القصر بعد وفاة البارون
ولقد توفي البارون إمبان في 22 يوليو 1929 ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة، وتحولت حدائقه التي كانت غناء يوماً ما إلى خراب، وأصبح القصر مهجوراً. وقد تعرض القصر بعد ذلك لخطر الإهمال سنوات طويلة، والذي تحولت فيها حدائقه إلى خرائب وتشتت جهود ورثته ومن حاول شراء القصر واستثماره، إلي أن اتخذت الحكومة المصرية قراراً بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية اللتين باشرتا عملية الإعمار والترميم فيه على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية.
صور نادرة جداً ... أخذت للقصر بعد وفاة البارون عام 1929
و هى على مايبدو أخذت لخدم القصر فيما بينهم
ولم يفتح القصر إلا مرات معدودة المرة الأولى عندما وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين في مصر عام 1961، ودخلت لجان الحراسة لجرد محتوياته، والمرة الثانية عندما دخله حسين فهمي والمطربة شادية لتصوير فيلم الهارب، والمرة الثالثه عند تصوير أغنية للمطرب محمد الحلو بطريقة الفيديو كليب ،، وغير ذلك فقد تمت بطريقة غير شرعية إذ أن بسبب إغلاقه المستمر، نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية، ومنها أنه صار مأوى للشياطين .
بسبب إغلاقه المستمر، نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية، مما دفع ورثته زوجته وابنته لبيعه عام 1955 إلى مستثمرين أحدهما سوري والآخر سعودي بمبلغ سبعة آلاف جنيه ولقد تمت محاولات عديدة لهدم القصر لتحويله إلى فندق عالمي.
يتبع[/center]