شبكة شباب اسكندرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة شباب اسكندرية

ثقافة بلا حدود _ تاريخ وحضارة _ ترفيه _صور _قصص _ موضوعات اسلامية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اسكندرية زمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد سعد
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى
احمد سعد


ذكر عدد الرسائل : 214
العمر : 63
الموقع : الاسكندرية عروس البحر
العمل/الترفيه : اعمال حرة
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

اسكندرية زمان Empty
مُساهمةموضوع: اسكندرية زمان   اسكندرية زمان Icon_minitimeالأحد أبريل 05, 2009 8:01 pm

الاسكندرية القديمة

موقع الاسكندرية، بجواره الساحلي، يتمتع فيما يبدو بقدر من الأهمية منذ
القدم وحتى قبل أن يؤسس الإسكندر الأكبر هذه المدينة. فبعض المصادر
الأدبية اليونانية التي يرجع تاريخها إلى عصر هوميروس تذكر أن جزيرة فاروس
كانت إحدى محطات الإرساء التي تستخدمها الملاحة الدولية. كما توجد بعض
الأدلة على وجود مرافق لميناء فرعوني يقع في الشمال الغربي من تلك
الجزيرة. وكانت قرية راكوتيس، التي تقع على البر في ذلك الموقع، إحدى
القرى العديدة التي كانت تحمي الساحل المصري خلال العهد الفرعوني من أية
غارات يمكن أن تأتي من البحر.

بيد أن تأسيس الاسكندرية في عام 331 قبل الميلاد، هو الذي جعل الموقع يدخل
تحت أضواء التاريخ بحق. فقد بنيت طريق مرتفعة عرفت باسم “الهبتاستاديون”
أو طريق الاستوديومات (أو الفراسخ) السبعة لربط البر بجزيرة فاروس، فنشأ
بذلك مرفآن هامان هما “بورتوس ماغنوس” شرقا و“يونوستوس” غربا. وعند أقرب
ركن داخلي من المرفأ الغربي، بجوار طريق “الهبتاستاديون”، شيدت منشأة عرفت
باسم “كيبوتوس” كانت عبارة عن هويس يصل بين البحر وبحيرة مريوط جنوباً. ثم
وصلت البحيرة بدورها بنهر النيل بواسطة قنوات، ففتح بذلك معبر يقود النقل
البحري إلى المسالك المائية الداخلية لمصر، مما أدى إلى ازدهار حركة النقل
والتجارة ازدهارا كبيرا. وبفضل موقع الاسكندرية الجغرافي الفريد والمرافق
التي تمّ إنشاؤها فيه، ازدهرت الاسكندرية حول المرفأ الشرقي حيث قامت
المنارة على جزيرة فاروس غربي المدخل، بينا امتد الحيّ الملكي على رقعة
رأس لوخياس والسلسلة ناحية الشرق (الشكل 1).

اسكندرية زمان Wol_errorانقر على هذا الشريط لمشاهدة الصوره بحجمها الطبيعي.
اسكندرية زمان Fig1

ولعلّ أفضل وصف تصويري للمرفأ الشرقي هو الوصف الذي خلّفه سترابون، وهو
جغرافي من القرن الأول قبل الميلاد؛ إذ قال: لدى دخول المرفأ الكبير،
تشاهد إلى اليمين جزيرة ومنارة فاروس، ويُشاهد إلى الشمال كوم من الصخور
ورأس لوخياس الذي يعلوه أحد القصور. وعندما تقترب السفينة من الساحل تلوح
خلف رأس لوخياس قصور يعجب المرء لكثرة ما بها من ديار، ولتنوّع مبانيها،
واتساع حدائقها...” (سترابون، كتاب “الجغرافيا”، المجلد 17).

شهدت الاسكندرية، منذ أن أسسها الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد
ولما يقرب من ألف سنة بعد ذلك، عهدا لا ينقطع من النموّ والرخاء. فازدهرت
المدينة وعظم ثراؤها وإنتاجها وغدت كما يصفها سترابون “أعظم مركز تجاري في
العالم المأهول” (العبّادي، 2000). وأصبحت بعد بضعة عقود من تأسيسها
المركز التجاري الرئيسي في حوض المتوسط القديم، وبقيت لما يزيد على
ثلاثمائة عام أكثر مدن العصور القديمة ثراء وازدهارا. ولقد ورثت
الاسكندرية من تاريخها الزاخر بالأحداث مخلّفات أثرية شتى، منها معالم
كثيرة باتت مغمورة الآن بالمياه (مرقس، 1985).




بُنيت منارة فاروس، فنار الاسكندرية وإحدى عجائب الدنيا السبع في العالم
القديم، في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد بطليموس الأول وبطليموس
الثاني. وهي عبارة عن منشأة تعلو إلى ارتفاع يناهز 120 مترا (الشكل 2)،
تلقي ضوءا ساطعا يمكن رؤيته على بعد 30 ميلا بحريا. وقد وصفها سترابون
بأنها بنيت من الرخام الأبيض. ولقد أثارت مهمة تشييد مبنى بهذا الارتفاع
فوق قاعدة ضيقة على هذا النحو، حيرة الأثريين والمهندسين. وقد تفردت منارة
فاروس لأهميتها وضخامتها بمكانة بارزة في تاريخ الهندسة المدنية (هيغ
وكريستي، 1975). وترك المسعودي رواية شاهد عيان موثوق بها عن المنارة كما
رآها عام 944، أي قبل أن يتهدم الجزء العلوي من البرج من جراء زلزال عنيف
وقع عام 955. ثم حدثت سلسلة من الزلازل من القرن العاشر إلى القرن الرابع
عشر أكملت هدم المنارة، التي ترقد بقاياها الآن تحت الماء بالقرب من مدخل
مرفأ الاسكندرية الشرقي. أما قلعة قايتباي، التي بناها السلطان المملوكي
أشرف قايتباي في أواخر القرن الخامس عشر، فهي تقبع فوق موقع المنارة
القديمة. وكان تيرش هو الذي ألمح في عام 1909 إلى أن موقع المنارة قد أعيد
استخدامه على هذا النحو (الشكل 3).

وكان الأثريون السكندريون يدركون منذ زمن طويل أن جزءا هاما من المدينة
القديمة قد غمرته المياه نتيجة حدوث تغيّرات تكتونية محلية، والارتفاع
العام في مستوى سطح البحر. فثمة آثار يرجع تاريخها إلي عام 500 قبل
الميلاد مغمورة بعمق يتراوح بين 2.5 متر و 5 أمتار تحت سطح البحر. وبقيت
بعض المعالم الأثرية المغمورة واضحة للعيان. وفي أواخر القرن التاسع عشر،
كانت مسلّتان رائعتان (1500 قبل الميلاد)، إحداهما راقدة والأخرى قائمة،
تواجهان المرفأ الشرقي على بعد 120 مترا فقط من الشاطئ. وتنهض الآن إحدى
مسلتي كيلوباترا، اللتين كانتا تزينان ذات يوم مدخل معبد سيزاريوم
(القيصرون)، على رصيف نهر التيمز بلندن. أما الأخرى فقد أهداها الخديوي
إسماعيل في عام 1879 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتوضع في حديقة
سنترال بارك ينيويورك (الشكل 4). لاحظ غورينغ (1882)، الذي قام بنقل
المسلّة، أن بالإمكان مشاهدة العديد من الأعمدة الأخرى قائمة تحت الماء
أيام يكون الطقس صافيا. وأكّد بريتشيا (1914) أن معالم جزيرة آنتيرودوس
وكثير من الآثار يمكن رؤيتها في أيام الطقس الصافي تحت مياه المرفأ
الشرقي. وكانت مياه شواطىء الاسكندرية تجتذب السائحين في آخر القرن التاسع
عشر. وكان القس سوارد يرافق السائحين في جولة بحرية على أحد القوارب لمدة
يوم واحد لمشاهدة كثير من الإنشاءات والتماثيل المغمورة بالمياه. وكانت
ذروة الرحلة، كما يرد في كتاب “الاسكندرية القديمة والجديدة” (سوارد،
1899)، هي زيارة موقع فاروس، حيث يحاول غطّاسون مجهزون بالحبال والخطاطيف
انتشال قطع من الرخام والحجارة للسائحين.


الشكل 4 – مسلة كليوباترا تواجه الميناء الشرقي بالاسكندرية في القرن
التاسع عشر قبل نقلها إلى نيويورك في عام 1879 (صورةمنقولة عن بريتشيا،
1914)



وفي عام 1961، اكتشف كامل أبو السعادات تمثالا لإيزيس وآثاراً فرعونية
أخرى في مرفأ الاسكندرية الشرقي (الشكل 6، ص 21 والشكل 7، ص 24). كما
تعرّف على 18 قطعة أخرى متناثرة على قاع البحر بين قلعة قايتباي والصخرة
الماسية، وهي مسافة تبلغ 130 مترا (مرقس، 1965؛ فروست، 1975).

ثم بقيت المواقع الأثرية المغمورة بالمياه مستقرّة نسبيا إلى أن أثار
التحات الساحلي عند قاعدة القلعة القلق إزاء استقرارها. وفي عام 1993،
وضعت قرابة 180 كتلة خرسانية يتراوح وزن كل منها بين 7 أطنان و 20 طنا،
على مسافة 30 مترا داخل البحر من الجزء المتضرر بالتحات من قاعدة القلعة ،
لتشكل حاجزا مغموراً ضد الأمواج. وللأسف، وضعت تلك الكتل مباشرة على قمة
الآثار التي عثر عليها على امتداد حدود موقع فاروس المغمور بالمياه. وأدّى
الغضب العارم الذي ثار بسبب ذلك في الصحافة الوطنية والدولية إلى وقف
إلقاء الكتل الخرسانية إلى حين التمكن من إجراء مسح هندسي وأثري أكثر
شمولاً، والتوصّل إلى حلّ متكامل يضمن الحماية المثلى لكافة جوانب الموقع.


ودفع التحات الساحلي الذي يهدّد قلعة قايتباي، والجدل الذي أحاط بطريقة
حمايتها، المجلس الأعلى للآثار لأن يطلب من مركز الدراسات السكندرية،
التابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن يدرس المنطقة المحيطة
بالقلعة. فشكلت بعثة فرنسية مصرية يمولها القطاع الخاص وتضم 30 غواصا
ويقودها الأستاذ جان - إيف أومبرور. وبدأت البعثة عملها في خريف عام 1995.
وكان الهدف الذي تتوخاه هو توثيق الموقع بأسره توثيقاً كاملاً وكذلك ترميم
مجموعة من القطع ذات الأهمية. وواصلت البعثة عملها منذ ذلك الوقت لعدة
فصول وكشفت وسجّلت العديد من القطع الأثرية والكثير من العناصر المعمارية،
مثل كتل البناء، والأعمدة، وتيجان الأعمدة، ومعظمها مصنوع من غرانيت
أسوان. وتمّ انتشال أربع وثلاثين قطعة وجرى ترميمها، وهي معروضة الآن في
الحدائق الأثرية بكوم الدكة بالاسكندرية.

ويشهد وصف القطع، البالغ عددها 500 2 قطعة والمتناثرة على رقعة تصل
مساحتها إلى هكتارين ونصف الهكتار، على الثراء الاستثنائي للموقع الأثري
المغمور بالمياه. وتمّ توثيق المعلومات عن مئات الأعمدة من الطراز
الفرعوني واليوناني، معظمها من غرانيت أسوان الوردي وبعضها من الرخام،
تتراوح ما بين عُقيدات صغيرة وأعمدة غرانيتية ضخمة يبلغ قطر اسطواناتها
2.4 متر. واكتشف ثمانية وعشرون تمثالاً على هيئة أبي الهول تحمل شارات
فراعنة مشهورين من القرن التاسع عشر إلى القرن السادس قبل الميلاد. كما
عثر على أربع مسلات: ثلاث منها فرعونية (نهاية القرن الرابع عشر قبل
الميلاد) وواحدة بطلمية أقرب عهداً (أوائل القرن الثالث قبل الميلاد). وكل
هذه العناصر تساعد على تكوين صورة عن موقع فاروس (أومبرور؛ 1995، 1996 أ،
1996 ب، 1998، 2000).

وقد كانت القطع الأثريةالعديدة التي انتشلها جان - إيف أومبرور وفريقه منذ
أكتوبر/تشرين الأول 1995، والجهد الذي بذله فريق فرانك غوديو منذ عام 1996
لوضع خريطة للمرفأ الشرقي (لاريش، 1996؛ غوديو ودرويش، 1998؛ غوديو
وآخرون، 1998؛ فرمان، 1999؛ غوديو، 2000)، والمخاطر المحدقة بهذه المواقع
بسبب التحات وتلوّث البيئة والجهود غير السديدة للحماية إزاء تأثير البحر،
أموراً استقطبت الاهتمام العالمي بالاسكندرية في أواخر التسعينات.

منقول من موقع اليونسكو












________

__________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alxe.ahlamontada.net
 
اسكندرية زمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة شباب اسكندرية :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: